المادة    
السؤال: لي صاحب يظهر لي الموافقة والهداية والتوبة، فكيف أتعامل معه، ومع المدعوين عموماً؟
الجواب: هم يختلفون، فمنهم من يظهر العناد، ومنهم من يظهر الموافقة، ونفوس الخلائق عجيبة ومداخلها كثيرة ومعقدة، فالشيطان يتلاعب ببني آدم في أمور قد لا يتفطن لها الإنسان، لكن مثل هذا الذي يظهر لك الموافقة، خذه بظاهر حاله، وعامله كما لو كان هذا الظاهر هو الحق، شجعه على ذلك وقل: الحمد لله أنك تبت ورجعت واهتديت، عامله على أساس أن ما يظهر هو الصواب وهو الحق، لكن في نفسك يجب أن تعرف حقيقة ما هو عليه لتستمر في العلاج، فلا تظن أنه قد شفي وهو مريض، وبعد ذلك يجب أن تعلم أن الله تعالى يقول: ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))[القصص:56].
الدعوة ليست أموراً معينة مقننة تسلكها لتنجح، الدعوة تجربة وممارسة في حدود ما جاء وفي حدود الأسلوب الصحيح، لك ممارسة ولك تجربة مع الناس، الناس يختلفون، وأمورهم تختلف، ونفسياتهم تختلف، قد يهتدي الإنسان بكلمة وأنت ما ألقيت لها بالاً، ووعظته بمواعظ عظيمة وظننت أن يهتدي بهذه المواعظ، وهو لم يهتد بتلك المواعظ البليغة، ولكن بكلمة عابرة لم تأبه لها أنت، بما طبع الله عليه الناس من هذه المرونة في النفسيات.